السبت، 30 أبريل 2016

س2: اشرح أهم المبادئ السياسية فى الإسلام ؟

س2: اشرح أهم المبادئ السياسية فى الإسلام ؟

مبادئ نظم الحكم في الإسلام

د/ انس جعفر

جـ2: أهم المبادئ السياسية في الإسلام :

1- الديموقراطية :  (إقرأ حتماً: مفهوم الديمقراطية في الإسلام)

إذا وصفت الحكومة الإسلامية بصفة الحكومة العصرية فهي الحكومة الديموقراطية بأسمى معانيها وأصلح أوضاعها فقد قرر الإسلام مبادئ أساسية جعلت من النظام الديموقراطي حقيقة فعلية وطالب الأفراد بإبداء الرأي ومناقشة الحاكم ففي الحديث الشريف: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده (أي بالقوة) فإن لم يستطع فبلسانه (أي بإبلاغ السلطات العامة وتنبيه الرأي العام) فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وجاء في حديث آخر: (إن أفضل الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان وأمير جائر) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)

ومن ذلك أيضاً

سيادة القانون فقد كانت أحكام الشريعة الإسلامية هي القانون الأعلى للدولة، وكذلك مبدأ الحكومة الدستورية والسيادة الشعبية.

ولقد طبق الخلفاء الراشدون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه المبادئ تطبيقاً سليماً يحقق للبشر ما تصبوا إليه نفوسهم من حرية ومساواة وعزة وكرامة. فهذا أبو بكر الصديق عندما آلت إليه الخلافة عن طريق البيعة يقول: (إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني وقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم) أيضاً يقول الخليفة عمر بن الخطاب في إحدى خطبه: (من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه، فقام رجل من عامة المسلمين وقال له: والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا، فرد عليه بقوله: الحمد لله الذي أوجد في الأمة من يقوم عمر بسيفه) (إقرأ حتماً: مفهوم الديمقراطية في الإسلام)

2- الحقوق والحريات العامة:

الإسلام اعترف للأفراد بحرياتهم وحقوقهم كاملة إزاء المجتمع فأقر حق الملكية الفردية ولكنه لم يجعله حقاً مطلقاً وإنما قيده بقيود، الأمر الذي يجعل من صاحب المال أشبه بوكيل عن الجماعة فيما تحت يده من أموال والآيات القرآنية الدالة على أن المال الذي في أيدي البشر إنما هو مال الله منها قوله تعالى (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) وجعل للفقراء حق في مال الأغنياء (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) ولهذا فقد فرض الله على المسلمين الزكاة وجعل للحاكم أن يأخذ منهم فوق الزكاة ما يلزم لحاجة المسلمين كلما دعت الحاجة إلى ذلك دفعاً لضرر وحماية لمصالح المسلمين (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)

- أما حرية العقيدة فقد كفلها الإسلام أيضاً في قوله تعالى (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ) وتطبيقاً لذلك فإن الإسلام لم يكن يتدخل في تنظيم الأحوال الشخصية لغير المسلمين بل تركهم يتبعوا فيها ما تقضى به دياناتهم ولو كانت مخالفة لتعاليم الإسلام، فالمجوس يباح لهم التزوج ببناتهم كما كان للنصارى حرية أكل لحم الخنزير وشرب الخمر.

- كما أقر الإسلام واعترف بالحريات الشخصية كحرمة المسكن مثلاً فلا يجوز اقتحامها بغير إذن صاحبها، وفي هذا الشأن يقول المولى تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)

3- الشورى:

تعتبر الشورى من الأصول الجوهرية التي جاء بها الإسلام، ذلك لأنها تعتبر أساس الحكم الصالح وهو السبيل الذي يبين الحق ومعرفة الأداء السليم، ففي القرآن الكريم جاءت سورة الشورى وقد سميت بذلك لأنها جعلت الشورى عنصراً من عناصر الشخصية الإيمانية الحقة. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه دائماً ويأخذ برأيهم إذا رآه صواباً . ففى الحديث الشريف :ـ " استعينوا على قضاء أموركم بالمشاورة . فما استغنى مستبد برأيه وما أهلك أحد من مشورة " .

4- مبدأ العدالة:

من أهم دعائم السعادة التي يسعى إليها البشر أن يطمئن الناس كافة على حقوقهم وأن يشعروا بأن العدل موجود بينهم ومطبق عليهم، ولهذا أمر الإسلام بالعدل بين كل البشر دون تفرقة وحذر من الظلم، قال تعالى (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) وقد جعله شرطاً لتعدد الأزواج كما جعل الله العدل شرطاً في كتابة الوثائق التي تحفظ الديون وتحدد شروط الالتزام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ) كما أمر الله بالعدل أيضاً في الشهادة (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) كما أمر القرآن بالعدل في الحكم والقضاء، بل واعتبره نوعاً من أداء الأمانات (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)

5- مبدأ المساواة:

من المبادئ الهامة التي أتى بها الإسلام مبدأ المساواة بين بني البشر دون أي تفرقة بسبب الجنس أو اللون أو الدين ولا فرق بين ذكر وأنثى أو أبيض وأسود أو مسلم وغير مسلم أو حاكم ومحكوم أو رئيس ومرءوس أو غني وفقير، ولهذا يقول المولى تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وفي هذا الصدد يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى)

هذا ومما يجدر ذكره أن الإسلام عرض لكثير من شؤون المرأة ومساواتها بالرجل وأكد ذلك في كثير من الآيات القرآنية، وقد كانت هذه المساواة لأول مرة حيث كانت المرأة قبل ذلك مهضومة الحق ليس لها أدنى حق في الحياة ثم جاء القرآن وعرض للمرأة في كثير من السور منها سورتان عرفت إحداهما بسورة النساء وعرفت الأخرى بسورة النساء الصغرى وهي سورة الطلاق، كما قرر القرآن أن مسئولية المرأة من الوجهة الدينية كمسئولية الرجل سواء، يكلف بالعقيدة وتكلف هي أيضاً بها، ويطالب بالعمل الصالح، وتطالب أيضاً بالعمل الصالح.

السؤال منسقاً للطباعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق